التمويل الأصغر ودوره في حفز مشاريع الشباب المنتجة
يعاني حوالي 71 مليون شاب في العالم من البطالة، وأكثر من 152 مليونًا يعيشون في فقر لا سيما في الأسواق الناشئة والنامية، حيث ويؤدي ارتفاع معدلات البطالة مع عدم كفاية التعليم والتدريب على المهارات العملية إلى صعوبة توفير سبل كسب عيش مستدامة للشباب .اتجهت السلطات المالية في السودان إلى تشجيع المؤسسات المالية خصوصاً المصارف التجارية لتمويل المشروعات الصغيرة للشباب في وقت اصبحت فيه فرص الحصول على الوظائف الحكومية تتضاءل.
يتناول البحث دور التمويل الأصغر في حفز مشاريع الشباب مع الاشارة لتجربة المصارف السودانية في الفترة التي تلت انفصال جنوب السودان في عام 2011 وما ترتب عليه من تدهور في موارد الدولة المالية مما اثر سلباً علي الاقتصاد السوداني، يتكون البحث من مقدمة وأربعة محاور. المحور الأول تناول مفهوم وأهمية التمويل الأصغر ومشاريع الشباب الصغيرة ، أما المحور الثاني خصص لتوضيح أثر الإنفصال على الاقتصاد السوداني خلال الفترة (2011-2017)، بينما يستعرض المحور الثالث تحليل التمويل المصرفي الموجه لمشاريع الشباب الصغيرة ثم يأتي المحور الرابع ليناقش النتائج و يقترح التوصيات.
أهم نتائج البحث ان المصارف السودانية لم تلعب دوراً هاماً في حفز المشاريع الصغيرة للشباب وذلك لعدم تخصيص نسبة صريحة من إجمالي التمويل الأصغر لتلك المشاريع.أوصى البحث بعدد من التوصيات أهمها ضرورة ان تتضمن سياسات وموجهات بنك السودان المركزي تحديد نسبة من اجمالي سقف التمويل المصرفي تخصص لتمويل المشروعات الصغيرة الخاصة بالشباب والخريجين مما يعمل علي تخفيض معدلات البطالة.