تدابير شاملة وعادلة للتعافي الإجتماعي والإقتصادي من جائحة كوفيد-19 في لبنان
في العديد من البلدان، نجحت سياسات الإستجابة المبكرة والواسعة النطاق والمستدامة للوباء في حماية الأسر. في المقابل، كانت إستجابة الحكومة اللبنانية لوباء كوفيد-19 والأزمات المتزامنة التي يمر بها البلد، من حيث تدابير التعافي الإجتماعي والإقتصادي، محدودة للغاية، إن لم تكن غائبة. لهذه الأسباب، وبإدارة من الجامعة الأميركية في بيروت وبدعم من منظمة أوكسفام، يبحث مشروع "نحو تدابير شاملة وعادلة للتعافي الإجتماعي والإقتصادي من جائحة كوفيد- 19 في لبنان" في تأثير الوباء والأزمات المصاحبة على ظروف العمل والمعيشة في القطاع الحضري غير النظامي في لبنان. فهذا القطاع غير النظامي يمثّل جزءا كبيرا من الإقتصاد اللبناني (54 بالمئة من القوى العاملة قبل بداية الأزمة). كما يقيّم المشروع إستجابة الحكومة لكل من التحديات الصحية والإقتصادية التي تطرحها الأزمات. ويبيّن العمل الميداني أن الجائحة أدّت إلى خسارة كبيرة في فرص العمل والدخل بين السكان المعنيين. وتدهورت الظروف المعيشية للأسر تدهورا شديدا، ما دفع غالبية الأسر إلى اللجوء إلى آليات تأقلم سلبية. وكان تدخل الحكومة محدودا في نطاقه وأثره، ولم يخفف من الصعوبات اليومية التي يواجهها السكان الأكثر عرضة. وأخيرا، نختتم المشروع بسلسلة من الأجل التي تستند إلى الأدلة المقدمة في هذا العمل البحثي فضل التوصيات المتعلقة بالسياسات القصيرة والطويلة عن الدروس المستخلصة.
وفي حين وضعت الحكومة تدابير للتخفيف من حدة جائحة كوفيد-19، إلا أنها فشلت في معالجة الآثار الإقتصادية للجائحة والأزمات المتفاقمة بشكل صحيح. وحتى الآن، وبعد مرور ثلاث سنوات على بداية الأزمة وأكثر من 30 شهرا على تفشي فيروس كورونا في البلد، لا تزال البلاد تفتقر إلى خطة تعاف مالي تسمح للمواطن العادي وللمقيمين غير اللبنانيين بالحصول على الموارد وتحقيق التعافي المالي. وتظهر النتائج أن الإفتقار إلى البيانات وغياب الخطط القائمة بشكل مسبق وعدم كفاية الخدمات ونظم التخفيف من حدة الأزمات، إلى جانب العجز المالي وانعدام الإرادة السياسية، هي الأسباب الرئيسية وراء فشل الحكومة في التخفيف من أثر الأزمات على الفئات الأكثر ضعفا، ولاسيما العمال غير النظاميين.
وبالنظر إلى الملحظات التي أبديت والدروس المستفادة من الأزمة الحالية، يوصي معدو التقرير باتخاذ إجراءات محددة حتى تتمكن الحكومة اللبنانية من الإستعداد بشكل أفضل للصدمات في المستقبل.