ترجمة الرسالة الإجتماعية إلى ممارسات فعلية: تجربة من الأردن

رسالتنا: "تقديم خدمات مالية وغير مالية مستدامة لصاحبات المشاريع الصغيرة من ذوي الدخل المحدود لتحسين المستوى المعيشي لهن ولأسرهن وتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً ".

لماذا وكيف تقوم شركة صندوق المرأة بترجمة رسالتها الاجتماعية إلى ممارسات فعلية؟

لدى شركة صندوق المرأة رسالة اجتماعية منذ التأسيس، وهي الدليل الأساسي لتحقيق أهداف الشركة، حيث أن هذه الأهداف منبثقة من هذه الرسالة مما يجعل شركة صندوق المرأة نموذجاً لتقديم الخدمات المالية المسؤولة إضافة إلى الخدمات غير المالية المتوافقة مع احتياجات العملاء لخدمتهم بشكل أفضل والتأثير على حياتهم بشكل ايجابي.

إن رسالة الشركة الإجتماعية هي المظلة لعمليات الشركة وتكمن أهميتها بأنها تعطي الاتجاه الصحيح لتحقيق الأهداف والمشاريع مما يبقي الشّركة على الطريق الصحيح من خلال وضع الأهداف الصحيحة الموجهة نحو الرسالة دون انحراف عنها.

 ما هي الأدوات والعمليات الأساسية التي ساعدت شركة صندوق المرأة على تحقيق ذلك؟

لن أتحدث عن الأدوات قبل أن أثني على قيادة الشركة الداعمة والملهمة، حيث ان قيادة الشركة تحرص على أن تنظر من عدسة الأداء الاجتماعي خلال آلية اتخاذ القرارات الاستراتيجية أو العملية. كما تقوم الإدارة بزرع وإيصال رسالتها الاجتماعية من خلال الاجتماعات الدورية والتدريب المستمر للموظفين، و التعريف بالرسالة الإجتماعية كعنصر أساسي خلال برامج التدريب للموظفين الجدد والتي تكون ليست فقط كجملة للحفظ بل كشرح واف لمكوناتها الرئيسية وارتباطها بعمليات الشركة وأثرها على العملاء الذين نخدمهم.

 كما يوجد لدى الشركة قسم مختص بإدارة الأداء الإجتماعي مرتبط بدائرة التخطيط الإستراتيجي لضمان وضع الأهداف الإجتماعية ومراقبة تحقيقها، إضافة إلى تطوير مستمر لنظام إدارة المعلومات بالشركة لتحقيق الإستفادة وإستخدام المعلومات المتوفرة لفهم عملائنا بشكل أفضل وتتبع المخرجات الإجتماعية عبر الزمن واستخدام المعلومات في تطوير منتجات جاذبة ومتوائمة مع الإحتياجات الحقيقية للعملاء.

كيف تسهم منتجات وخدمات صندوق المرأة المالية وغير المالية في تحقيق الرسالة الاجتماعية؟

إن إيمان الشركة الكبير برسالتها الإجتماعية وتنفيذها  والتي تركز على خدمة النساء وإيصال الرسالة "نحن نهتم وانتِ تستحقين"،  حيث نقوم بتقديم فرص لبدء الأعمال وتطويرها، نهتم بصحة أفراد العائلة من خلال تقديم خدمة التأمين الميكروي، تحسين المنزل، منافع تخص الزوج والأطفال وذلك بعرض سلة متنوعة من الخيارات للمرأة وعائلتها، إضافة إلى خيارات الخدمات غير المالية الداعمة وخصوصا في مجالي التدريب والتسويق، لتمكينهن اقتصاديا واجتماعيا و تحسين المستوى المعيشي لهن ولعائلاتهن. حيث كل منتج أو خدمة  يجب أن يخدم الفئة المستهدفة و يجب أن يؤدي  إلى أثر إيجابي في التمكين كما هو مرتبط بالرسالة.

من خبرتك، ما هي التكلفة والعائد من كون مؤسسة تمويل أصغر مسؤولة اجتماعيًا؟

قد يكون هنالك  تحدي كبير ما بين تحقيق التوازن المالي والإجتماعي معا، لكن وجود المسؤولية الاجتماعية للشركة هو محفز داخلي لقيادتها ولموظفيها لجعل العمليات مستمرة ومتوجهة إلى الطريق الصحيح، وهذا أيضا يقوي  التركيز على العملاء و الذي يؤدي إلى تقديم خدمات مناسبة، محفزا الموظفين لتقديم خدمة عملاء أفضل وبالتالي زيادة ولاء العملاء. وأحيانا اتخاذ القرارات  ذات البعد الإجتماعي قد تؤثر على الناحية المالية، وعليه يجب الإنتباه أن يكون لدى الشركة نظام مالي قابل لإحتواء عمليات إدارة الأداء الإجتماعي.

ما هي أهم ثلاثة عوامل التي ساهمت في نجاح صندوق المرأة في ترجمة رسالتها الاجتماعية إلى ممارسة فعلية؟

أولى العوامل المهمة في تطبيق الرسالة الاجتماعية إلى ممارسات عملية هي القيادة والحاكمية الرشيدة من خلال إيمانهم بالرسالة الاجتماعية وانعكاسها على الاتجاهات الاستراتيجية، ثم يأتي دور الموظفين بمختلف مواقعهم وأدوارهم  في الالتزام بتطبيق وترجمة هذه الرسالة إلى نشاطات وعمليات يومية واثناء تعاملهم مع العملاء.  وأخيرا وليس آخراً أحد أهم العوامل عميلاتنا اللاتي أثبتن أنهن أهل للمسؤولية في التواصل المستمر معنا وابداء التغذية الراجعة المستمرة لنقوم بفهم احتياجتهن بشكل أفضل، ومن خلال دورهن المسؤول بالاقتراض لعمل المشاريع وانتظامهن بالسداد، مثبتين قدرتهن عل الجمع بين مشاريعهن ومسؤولياتهن تجاه عائلاتهن وبالتالي عاكسين صورة رائدات الأعمال الحقيقيات.

>> استمع إلى نجوى قبطي في عرضها لتجربة شركة صندوق المرأة مع قياس الأداء الاجتماعي في تسجيل ندوة البوابة الإلكترونية. 

عن شركة صندوق المرأة للتمويل الأصغر

شركة خاصة غير ربحية، مسجلة لدى وزارة الصناعة والتجارة الأردنية وتعمل تحت مظلة "تنمية"، شبكة مؤسسات التمويل الأصغر في الأردن. بدأت الشركة أعمالها في 1996، وتعد من أبرز الشركات التي تقدم خدمات التمويل المالي لصاحبات المشاريع الصغيرة في الأردن من ذوات الدخل المحدود، بهدف تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً لتصبح عضواً فاعلاً ومنتجاً في مجتمعها. ويبلغ عدد مستفيدي ومستفيدات الشركة حالياً أكثر من 140 ألف مستفيد ومستفيدة (96% منهم نساء)، يقدم لهن الخدمات أكثر من 700 موظف وموظفة موزعين على 60 فرعاً في جميع محافظات المملكة الأردنية الهاشمية. منحت الشركة خلال مسيرتها الممتدة لما يزيد عن عشرين عاماً أكثر من مليون تمويل بمبلغ يتجاوز 500 مليون دينار أردني. وتعمل الشركة على تقديم خدماتها ومنتجاتها لجميع المستفيدات بطريقة مبتكرة تتسّم بالشفافية، وتعتمد على المعايير العالمية، وعبر إجراءات سهلة وميسرة. كما تقدم شركة صندوق المرأة للتمويل الأصغر أيضاً خدمات غير مالية، تشتمل على برنامج "حماية" للتأمين على الحياة، والمصمم لمساعدة ذوي الدخل المحدود على مواجهة الظروف المفاجئة، إلى جانب برنامج "عافيتنا" الذي يهدف إلى تخفيف النفقات المترتبة على الإقامة في المستشفى بسبب طارئ صحي، وهو الأول من نوعه على مستوى المنطقة. >>  تعرف أكثر على شركة صندوق المرأة.