دليل البوابة للتحوّل الرقمي لمؤسسات التمويل الأصغر
إذا كنت أحد المسؤولين التنفيذيين لمؤسسة تمويل أصغر، فمن الأرجح أنك فكّرت في اتخاذ مسار التحوّل الرقمي لمؤسستك. لأن الأبحاث تشير لك بأنه أمر حتمي. كما أن خبراء الصناعة يحذرون: "إما التأقلم أو الهلاك". وتقوم المؤتمرات حول العالم بتقديم المساعدة لك من أجل البدء في هذا المسار، وتستخدم عناوين مثل: تبسيط فهم الأمور الرقمية ، والتحوّل الرقمي لمجموعات الادخار، وضمان مستقبل رقمي شامل. والأهم من كل ذلك ، ووفقا لتقرير ماكينزي حول "الكفاح من أجل العميل" والذي يشير إلى أن المؤسسة إذا لم تقم بعملية التحوّل الرقمي؛ فإنها قد تخسر من 20% إلى 60% من الأرباح بحلول عام 2025.
ومع ذلك ، فإنك قد تتراجع أيضا لأنك تواجه مجموعة كبيرة من الأسئلة الصعبة مثل: من أين يجب أن تبدأ ؟ هل مؤسستك جاهزة للقيام بعملية التحوّل ؟ ما هي العوائق أو المخاطر التي يجب مراعاتها قبل الدخول في عملية التحوّل ؟
ولكي نساعدك ، قمنا بفحص دقيق للصناعة من أجل أن نوفّر لك آخر الأبحاث والدروس العملية حول عملية التحوّل الرقمي لمؤسسات التمويل الأصغر. ونقوم هنا بالمشاركة بالنتائج الرئيسية التي توصلنا لها ، وكذلك بالموارد التي نرى أنها من الممكن أن تساعدك في الحصول على مزيد من المعلومات.
- ليست كل المؤسسات جاهزة للتحوّل الرقمي بنفس السرعة. إن مصفوفة النضج الرقمي المعروضة في هذا الدليل للتحوّل الرقمي المقدّم من قبل منظمة أكسيون، من الممكن أن تساعد مقدمي الخدمات المالية على اختيار مدى أولوية الإجراءات بناء على المستوى الحالي والمرغوب فيه للنضج الرقمي الخاص بهم. ويقوم الدليل بتلخيص أفضل الممارسات المستجدّة ووضعها داخل إطار عمل من أجل تعميق فهم مقدمي الخدمات المالية للإقراض الرقمي، وتحديد أهداف ومدى نضج الإقراض الرقمي الخاص بهم، واتخاذ الخطوات الأولى نحو التنفيذ.
- وجود العديد من أساليب التحوّل الرقمي. كما توجد مجموعة متزايدة من دراسات الحالة ومجموعة من الأدوات التي يمكن أن تساعدك على استكشاف الأفضل لمؤسستك. فعلى سبيل المثال توجد دراسة قام بها صندوق الأمم المتحدة للمشاريع الإنتاجية في بنغلاديش؛ والتي قامت بالتركيز على قطاع التمويل الأصغر في استكشاف الخيارات التكنولوجية وتحديد الركائز الأساسية لعملية التحوّل الرقمي. كما توجد دراسة أخرى للصندوق قامت بالتركيز على مؤسسة تمويل أصغر بالسنغال وتسليط الضوء على المزايا الرئيسية الناتجة عن التحسينات التشغيلية الصغيرة.
وفي أفريقيا، أنهت مؤخرا كل من مؤسسة التمويل الدولية ومؤسسة ماستركارد، مبادرة مشتركة لمدة سبع سنوات هي "الشراكة من أجل الشمول المالي The Partnership for Financial Inclusion"، والتي استهدفت توسيع نطاق التمويل الأصغر وتطوير الخدمات المالية الرقمية في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأصدرت عددا من الموارد المفيدة. ومن هذه الموارد؛ دراسة طولية لمؤسسات التمويل الأصغر مدّتها أربع سنوات بعنوان "تحويل الإستراتيجيات الرقمية لمؤسسة التمويل الأصغر إلى واقع Turning MFI Digital Strategies Into Reality"؛ تقوم بتحديد الأساليب الإستراتيجية الناجحة والدروس المستفادة من تجارب تسع مؤسسات تمويل أصغر تقوم بتطبيق الخدمات المالية الرقمية. ويوجد تقرير آخر بعنوان "تغيير إدارة التغيير: مواءمة الثقافة الداخلية والخارجية في أوقات التحوّل الرقمي Changing Change Management: Adapting Internal and External Culture In Times of Digital Transformation"، يقوم بتوفير دليل حول الجوانب الثقافية والعلاقة بين الأفراد، والمتعلقة بعملية التحوّل الرقمي لمؤسسات التمويل الأصغر. أما تقريرهم النهائي بعنوان "الحصول على الخدمات الرقمية: المستقبل والشمول المالي بأفريقيا Digital Access: The Future of Financial Inclusion In Africa" ؛ فيقوم بتقديم دراسات حالة ولمحات عامة عن السوق وآراء وأبحاث خبراء الصناعة التي تهتم بالجوانب المتعددة للخدمات المالية الرقمية بما في ذلك الإستراتيجية واختيار التكنولوجيا المناسبة وشبكات الوكلاء واقتناء العملاء وتحليلات البيانات.
إن اختيار النموذج المناسب من الممكن أن يمثل مهمّة شاقة، لذلك قام كل من صندوق الأمم المتحدة للمشاريع الإنتاجية ومؤسسة ماستركارد و شركة “PHB Development” ؛ بتطوير مجموعة من ست أدوات حول "كيف تنجح في المسار الرقمي الخاص بك"، وتقوم كل أداة بالتركيز على نموذج أعمال مختلف. إن هذه الأدوات تهدف إلى دعم مقدمي الخدمات المالية من أجل دمج القنوات الرقمية مع أساليب تقديم الخدمة الخاصة بهم.
- الشراكات بين المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية قد تقوم بدور هام لتحقيق الشمول المالي. ويوجد تقرير من مركز الشمول المالي التابع لمنظمة أكسيون؛ يسلط الضوء على 14 شراكة في أفريقيا تجسّد أفضل التصوّرات والممارسات الجيدة. ويقوم التقرير بتوضيح كيفية استخدام المؤسسات المالية لتقديم مزيد من الخيارات للعملاء ولتوسيع نطاق الوصول إلى الأشخاص ذوي الدخل المنخفض. كما أن الشراكات من شأنها أيضا الدفع بالمستوى المؤسسي للابتكار وتساعد المؤسسات الحالية على أن تظل قادرة على المنافسة.
- إيجاد التوازن الصحيح بين التكنولوجيا والتدخل البشري، هو أمر أساسي لاكتساب العملاء والاحتفاظ بهم. إن عملاء التمويل الأصغر حسب حاجة السوق، قد لا يكونوا جاهزين لمنتج مالي أو خدمة مالية رقمية بالكامل ؛ وذلك بسبب عدم توافر الثقة في مقدمي الخدمات أو عدم الارتياح لاستخدام التكنولوجيا. لذلك فمن أهم الأمور إيجاد التوازن المناسب بين التكنولوجيا والتدخل البشري عندما تقوم مؤسسات التمويل الأصغر بالتفكير في التحوّل الرقمي، وذلك من أجل استيعاب العملاء غير المرتاحين لاستخدام التكنولوجيا. ويقوم تقرير منظمة أكسيون “The Tech Touch Balance”، باستكشاف الحلول الرقمية الممزوجة بالتدخل البشري من خلال ثماني دراسات حالة من كينيا والهند وكولومبيا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة والمكسيك وبيرو.
- تحتاج الجهات التنظيمية إلى مواكبة الخدمات المالية الرقمية من أجل تحقيق الشمول المالي وتخفيف المخاطر. إن التعاون الناجح بين مؤسسات التمويل الأصغر ومقدمي الخدمات المالية الرقمية وشركات التكنولوجيا المالية؛ من الممكن أن يعمل على تسريع الشمول المالي. ويقوم التقرير الأخير الذي أعدّته منظمة "التحالف العالمي من أجل الشمول المالي" ؛ بتقديم توصيات وخيارات للسياسات من أجل تعزيز التعاون بين التمويل الرقمي والتمويل الأصغر لتسهيل عملية التحوّل الرقمي لخدمات التمويل الأصغر وتوسيع نطاق الشمول المالي في أفريقيا.
- تحتاج مؤسسات التمويل الأصغر إلى توجيهات استراتيجية من مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية و أن يكون لديها موارد مالية و بشرية كافية ؛ وذلك للاستفادة من التكنولوجيا المالية بشكل جيد. إن الاستقصاء الذي أجرته شركة Triple Jumpعن مؤسسات التمويل الأصغر في أفريقيا؛ يقوم بتوفير نظرة ثاقبة حول كيفية تعامل مؤسسات التمويل الأصغر مع ثورة التكنولوجيا المالية ورؤيتهم للتحديات والفرص الرئيسية المتعلقة بالتكنولوجيا المالية الخاصة بمؤسسات التمويل الأصغر.
- يجب على المؤسسات المالية التفكير بجدية في دمج الذكاء الاصطناعي كجزء من إستراتيجيتها طويلة الأجل. إن دراسة قامت بها كل من FIBR وBFA ومؤسسة ماستركارد ؛ تقوم بشرح السبب الذي من أجله يجب على المؤسسات المالية أن تتبنى الذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة وإدارة المخاطر واكتساب ميزة تنافسية.
لقاءات البوابة الإنجليزية مع الخبراء
إن التحوّل الرقمي أصبح في طليعة أذهان الجميع هذه الأيام ، و لذلك يظهر كثيرا في محادثاتنا مع خبراء المؤسسات المالية. يرجى الاطلاع على هذه المقابلات لاكتساب رؤى و نصائح من قادة الصناعة عند تناولهم لهذه القضايا.
هل التحوّل الرقمي يعني تحويل الموظفين إلى إنسان آلي ؟ مقابلة مع جريجوري جالوسيك ، المدير التنفيذي لمركز التمويل الأصغر (MFC) يشارك فيها بأفكاره حول التحوّل الرقمي المتزايد و الحاجة إلى إعادة صقل مهارات موظفي مؤسسات التمويل الأصغر و الممارسات الفعّالة لإدارة التغيير لهذه المؤسسات في مسارها نحو التحوّل الرقمي.
لا تجعل التحوّل الرقمي يخلق المزيد من أوجه القصور. مقابلة مع فيصل عبد الوهاب ، الشريك المدير لدى شركة PCES التي تقدّم الخدمات الاستشارية لتكنولوجيا المعلومات ، و الذي صرّح قائلا: " إن معظم مؤسسات التمويل الأصغر نظرا للقيود الموضوعة على مواردها (و بشكل خاص في مجال تكنولوجيا المعلومات) ؛ تميل إلى البحث عن حلول جاهزة ليست مصمّمة خصيصا لاحتياجاتهم الخاصة. و لذلك ينتهي بهم الأمر بعمليات غير منتجة أو غير فعّالة ، أو ببساطة يفقدون ميزتهم التكنولوجية بسبب فترة التأقلم الصعبة مما يؤدي إلى إحجام المستخدم". و قد قام بمناقشة الطريقة التي ساعدت بها شركته مؤسسات التمويل الأصغر لتجنب تلك المشكلة و إيجاد طرق ذكية للتحوّل الرقمي.
هل مازالت المهارات الشخصية مهمّة في الوقت الذي ينتقل فيه التمويل الأصغر إلى العصر الرقمي ؟ يقول بيتر سوريك ، عضو مجلس إدارة الشبكة الأوروبية للتمويل الأصغر (EMN): "في عالم دائم التغيّر حيث حلّت التكنولوجيا المتقدمة محل المهارات المكتسبة ، تعتبر المهارات الشخصية عامل التمييز الحاسم للنجاح في المستقبل"، وقد تم ذلك في هذه المقابلة واسعة النطاق حول تحديات الموارد البشرية و ثورة التكنولوجيا.
سلسلة ندوات البوابة الإلكترونية عن التحول الرقمي (بالإنجليزية).
موارد البوابة العربية
آفاق التحوّل الرقمي للخدمات المالية والشمول المالي في العالم العربي نصائح هامة حول التحوّل الرقمي لمقدمي الخدمات المالية في لقاء البوابة مع علاء حمية، مدير تطوير الأعمال في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، سوفتوير جروب.
الرقمنة أم الفناء: مؤسسات التمويل الأصغر وتحقيق الشمول المالي اليوم لقاء البوابة مع محمد عسري، مدير التمويل الأصغر والشمول المالي، شركة هايتك لنظم الدفع (HPS) عن دور الخدمات المالية الرقمية في تعزيز الشمول المالي. (متوفر أيضا بالفرنسية)
ماذا يمكن لمؤسسات التمويل الأصغر العربية أن تتعلمه من نظيراتها في أمريكا اللاتينية فيما يتعلق بالتحوّل الرقمي ؟ كيفية دمج شركات التكنولوجيا المالية بشكل فعّال وبكفاءة عندما لا يتوافر لدى مؤسسات التمويل الأصغر المهارات والتمويل والتكنولوجيا من أجل الشروع في عملية مكلفة وطويلة وذات نتائج غير مؤكدة. خورخي رويز، مؤسس والمدير التنفيذي، فينكونيكتا يعرض تجربة بنكو بوبولار في هندوراس المبنية على الشراكة.
جائزة الابتكار للإندماج المالي العربي - تم إطلاق الجائزة في ربيع 2018 لدعم الحلول المبتكرة التي يمكنها زيادة نطاق وصول الخدمات المالية وتخفيض تكاليفها من أجل خدمة المشروعات الصغيرة ورواد الأعمال ذوي الدخل المنخفض بشكل أفضل. تعلم المزيد مع تغطية البوابة للنسخة الأولى من الجائزة ولقاء البوابة مع الشركة الفائزة هذا العام.
>> المزيد من المقالات واللقاءات ذات الصلة (بالعربية).
>> المزيد من المحتوى ذي الصلة (بالفرنسية).
نشكركم على المعلومات الرائعة .
الشكر الجزيل لكل القائمين علي امر البوابه لما تضمنته من معلومات قيمه جدا حول الرقمنه والفرص والتحديات التي تواجه مؤسسات التمويل الاصغر للإستفادة من التطورات الكبيرة في مجال التكنولوجيا المالية والعمل علي التحول الرقمي لضمان الإستمرارية والمنافسة ززوارجو ان تتناول البوابه التحديات التي تواجه الجهات الإشرافية والرقابية علي مؤسسات التمويل الاصغر وماهو المطلوب من السلطات الإشرافية حتي تكون مواكبة للتطورات الهائلة في مجال التكنولوجيا المالية والتحولات الرقمية حتي تتمكن هذه السلطات من مساعده مؤسسات التمويل الاصغر في عمليات التحول الرقمي وبمخاطر معقولة ..
اترك تعليق