10 سنوات من التمويل الأصغر والشمول المالي
أطلقت Convergences هذا العام النسخة العاشرة من نشرتها السنوية "مقياس أو بارومتر التمويل الأصغر" بالإنجليزية والفرنسية وذلك خلال المنتدى العالمي للتنمية الذي تنظمه المنظمة الفرنسية والذي عقد في الفترة من 5-6 سبتمبر/ايلول 2019. تقوم هذه النشرة السنوية بتتبع وتحليل التغيرات وآخر التطورات في قطاع التمويل الأصغر. وللاحتفال بالنسخة السنوية العاشرة، قامت نشرة هذا العام بتقديم نظرة عامة عن 10 سنوات من التطورات في مجال الشمول المالي والتمويل الأصغر حول العالم.
قطاع آخذ في النمو منذ عام 2009
يتتبع البارومتر الاتجاهات الرئيسية للصناعة باستخدام بيانات سوق ميكس المقدمة من 916 مؤسسة. على مدار السنوات العشر الماضية، أقرضت مؤسسات التمويل الأصغر مئات المليارات من الدولارات ، بمعدل نمو سنوي متوسط قدره 11.5% على مدى السنوات الخمس الماضية.
استمر عدد المقترضين في الزيادة، وإن كان بوتيرة أبطأ من عام 2000-2010 ، حيث سجل معدل نمو سنوي متوسطه 7 % منذ عام 2012. في عام 2018 ، استفاد حوالي 140 مليون مقترض حول العالم من خدمات مؤسسات التمويل الأصغر التي أرسلت بياناتها إلى سوق ميكس؛ 80% منهم من النساء و 65% من الريف.
بالإضافة إلى ذلك ، قامت مؤسسات التمويل الأصغر بتحسين كفاءتها على مدار العقد الماضي. على الرغم من الزيادة الحادة في التكلفة المتوسطة لكل مقترض (+ 56 % بين عامي 2009 و 2018) ، انخفضت نسبة مصروفات التشغيل بنسبة 2.7 نقطة خلال نفس الفترة.
التطورات حسب الأقاليم
*يتم توفير البيانات من قبل مقدمي خدمات التمويل الأصغر إلى سوق ميكس. وتحاول ميكس جمع بيانات الأطراف الرئيسية في كل سوق على قدر الإمكان. لذا وجب التنويه بأن البيانات المعروضة مجرد عينة ولا تشمل كل الأطراف الفاعلة على مستوى كل بلد /إقليم.
عندما يتعلق الأمر بالشمول المالي، التطورات غير متساوية حول العالم نظرا لمجموعة واسعة من الفرص والتحديات.
- جنوب آسيا هي أكثر المناطق ديناميكية في العالم من حيث نمو قطاع التمويل الأصغر. يوجد بالإقليم أكبر عدد من المقترضين (85.6 مليون) من إجمالي 214 مؤسسة قدمت بياناتها في عام 2018. الأسواق الثلاثة الأولى من حيث عدد المقترضين هم الهند وبنغلاديش وفيتنام. ومع ذلك، تحتل جنوب آسيا المرتبة الثانية من حيث حجم محفظة الإئتمان.
- تمثل أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي 44% من الإجمالي العالمي لمحفظة قطاع التمويل الأصغر وتعتبر الثانية من حيث عدد المقترضين (22.2 مليون) من إجمالي 248 مؤسسة قدمت بياناتها في عام 2018. على الرغم من هذه النتائج المشجعة، إلا أن معدل الانتشار في المناطق الريفية يتعبر منخفضا مقارنة بالأقاليم الأخرى (23 % فقط من عملاء مؤسسات التمويل الأصغر هم من الريف).
- تمثل بلدان أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أسواقا أصغر. ومع ذلك ، فقد زاد عدد المقترضين بأكثر من 30% منذ عام 2012 في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى ليبلغ 2.5 مليون من إجمالي 136 مؤسسة قدمت بياناتها في عام 2018 وتمثل نسبة النساء أقل نسبة في هذه المنطقة حيث تبلغ 49% من المقترضين. في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، زاد العدد الإجمالي للمقترضين بنسبة 9.5% ليبلغ 2.5 مليون عميل من إجمالي 29 مؤسسة تمويل أصغر قدمت بياناتها في عام 2018؛ منهم 60% من النساء و 47% من المناطق الريفية.
- في إفريقيا جنوب الصحراء، زاد عدد المقترضين بنسبة 46% منذ عام 2012 ليصل إلى 6.3 مليون عميل من إجمالي 129 مؤسسة قدمت بياناتها في عام 2018. على الرغم من جودة محفظة منخفضة وتكلفة عالية للإقتراض، تستمر المحفظة في الأداء الجيد (نسبة أرباح 20%) ولكن بانخفاض 6.6 نقطة.
- وأخيرا، في شرق آسيا والمحيط الهاديء، بلغ عدد المقترضين 20.8 مليون عميل من إجمالي 160 مؤسسة قدمت بياناتها في عام 2018؛ تمثل النساء 73% والمقترضين في المناطق الريفية 79%.
التمويل الأصغر في خدمة أهداف التنمية المستدامة
منذ عام 2010، مر قطاع التمويل الأصغر بالعديد من الأزمات في أماكن متعددة حول العالم منها أزمة ثقة، وفقدان المصداقية ، وغياب الأطر التنظيمية على سبيل المثال وليس الحصر. ومع ذلك ، فقد أصبح القطاع أكثر تنظيماً وأكثر مصداقية تجاه العملاء، لا سيما مع إنشاء فرق عمل مثل فريق عمل الأداء الاجتماعي الذي يضم اليوم أكثر من 3000 منظمة تروج للممارسات المسؤولة ، و الحملة الذكية التي تهدف إلى دمج مبادئ حماية العملاء في أنشطة مؤسسات التمويل الأصغر.
كانت الأعوام من 2014 إلى 2016 محطة فارقة أخرى مع الاستخدام المتزايد للتقنيات الحديثة. في عام 2015، أصبح لدى 34% من السكان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية عن طريق الهاتف المحمول. لقد أتاحت الشراكات بين مؤسسات التمويل الأصغر وشركات المالية الرقمية (الفينتك) ومشغلي شبكات الهواتف النقالة المجال لتحسين تأثير التمويل الأصغر ونطاقه.
في عام 2016 ، بعد سنة واحدة من اعتماد أهداف التنمية المستدامة ، أصبح من الواضح أن التمويل الأصغر يتجاوز مجرد الحصول على الائتمان حيث انه يعزز الوصول إلى الخدمات الأساسية ويفتح فرصًا جديدة في مجالات الزراعة والطاقة والإسكان والتعليم.
على الرغم من ازدياد المنافسة من أطراف جديدة في السوق، إلا أن قطاع التمويل الأصغر آخذ في النمو بل ويلعب دورا كبيرا في تحقيق التنمية المستدامة. حسب بيانات ميكس لعام 2018، لقد بلغت القروض الممنوحة دوليًا قيمة 124 مليار دولار من إجمالي 916 مؤسسة مع نمو 9.5% في عدد العملاء. لدى القطاع أيضا نفوذ كبير خارج حدوده بفضل رصيد لا يستهان به من الدروس المستفادة على مدار العقود الثلاثة الماضية. هذه الدروس من شأنها تعظيم الأثر من الاستثمار والتمويل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.