دور الخدمات المالية في الأزمات الإنسانية
تشكل الأزمات الإنسانية تحديا هائلا في مجال التنمية. وفي حين أن طبيعة هذه الأزمات وحدوثها تختلف اختلافا كبيرا، فإنها تؤثر على الملايين من الناس، ولا سيما أكثرهم ضعفا. ويمثل الشمول المالي فرصة أساسية محتملة لدعم الأشخاص المتأثرين بالأزمات. ويسمح الإدماج المالي للأسر ذات الدخل المنخفض ببناء الأصول؛ التخفيف من الصدمات المتعلقة بحالات الطوارئ أو المرض أو الإصابة؛ وتحقيق استثمارات إنتاجية. ويمكن أن تتيح زيادة استخدام التحويلات النقدية الطارئة والآليات الرقمية لمعالجة الهشاشة فرصة لتعزيز تعميم الخدمات المالية.
ويوفر هذا التقرير إطارا هاما لفهم دور الخدمات المالية خلال فترات الأزمات الإنسانية ويقدم توجيهات محددة للشركاء في التنمية والحكومات والجهات الفاعلة في السوق عن طريق عرض الدروس العملية لتدخلات القطاع المالي. ومن خلال ذلك، قدم المؤلفون إسهاما كبيرا من شأنه أن يساعد على النهوض بمناقشة السياسات العالمية ويشجع على إجراء المزيد من البحوث بشأن دور الخدمات المالية في بناء سبل العيش المستدامة للأشخاص الذين يعانون من أزمات.
وتدعم المقترحات الواردة في هذا التقرير الاستمرار في السعي من أجل تحقيق الهدف الأوسع المتمثل في تعزيز النظم المالية المتنوعة والشاملة والتي تعمل بكفاءة على المستويين العالمي والقطري. إن استمرار التعاون عبر القطاعات والمؤسسات والحدود هو السبيل الوحيد الذي يمكن به لمجتمع التنمية العالمي التصدي للتحدي الهائل المتمثل في التشرد القسري بطريقة مستدامة.
