الملكة ماكسيما تشيد بتجربة الأردن في مجال الشمول المالي

قالت جلالة الملكة ماكسیما؛ ملكة ھولندا/المبعوث الخاص للأمین العام للأمم المتحدة للتمویل الشامل من أجل التنمیة، إن الھدف من الزیارة للمملكة ھو للاطلاع على تجربة الأردن المتعلقة بالشمول المالي وللتعرف على الجھود المبذولة لتقلیل عدد المستبعدین مالیاً.

وأضافت في مؤتمر صحفي مشترك مع محافظ البنك المركزي الأردني الدكتور زیاد فریز ووزیر التخطیط والتعاون الدولي الدكتورة ماري قعوار، "ما أحاول فعله ھو السفر إلى مختلف الدول لمحاولة تحسین الشمول المالي فیھا." 

وبینت أنه تم في الفترة من 2011 إلى 2018 ادماج نحو 1.3 ملیار شخص حول العالم بالخدمات المالیة، بما فیھا عملیات الدفع والقبض الكترونیاً حتى یكونوا قادرین على الادخار وتحسین الفرص الاقتصادیة والاجتماعیة وتمكین المرأة وكبار السن وتعزیز تعلیم الاطفال، لافتة إلى أن المشمولین كلیاً في العالم یشكلون 24 بالمئة "ما یعني أنه لازال ھناك نحو 76 بالمئة یحتاجون إلى الوصول للخدمات المالیة." 

وقالت جلالة الملكة ماكسیما، إن الزیارة مھمة إلى الأردن الذي یمتاز ببیئة متطورة في مجال تعزیز التمویل الأصغر، حیث طور الأردن استراتیجیة للاشتمال المالي التي بدأ تطبیقھا في العام 2017 والتي تضمنت الدفع من خلال الموبایل وتعزیز الثقافة المالیة وأكدت دعم ھذه الجھود، مشددة على أھمیة التعاون بین مختلف الأطراف لتسریع الشمول المالي وانخراط المواطنین في الخدمات المالیة عبر الھاتف النقال.  وأشارت إلى أن 33 بالمئة من الاردنیین یصلون للخدمات المالیة و"ھي نسبة متدنیة، لكن ھناك جھوداً واتجاھاً لزیادتھا، وفي ظل وجود 67 بالمئة مستبعدین مالیاً في الأردن، لازال ھناك الكثیر لعمله".

وقالت ملكة ھولندا "الوعد الكبیر في ھذا المجال ھو التكنولوجیا، حیث نرى في الأردن انتشاراً واسعاً لخدمات الموبایل، لكن ما نحتاجه ھو وجود الوكلاء القادرین على تحویل الأرصدة التي بالحساب إلى نقود وقبول ایداع الأموال في الحساب واعادة سحبھا من خلالھم".

وأعربت عن سعادتھا باللقاءات، التي وصفتھا بـ "الإیجابیة" مع المسؤولین الأردنیین ومع محافظ البنك المركزي وكذلك ممثلي القطاع الخاص الأردني الذي یعول علیھم الكثیر في قیادة التحول في مجال الخدمات المالیة ولعب دور الوكیل في خدمات الدفع عبر الموبايل. 

وقال محافظ البنك المركزي الدكتور زیاد فریز إن الأفكار الریادیة التي طرحتھا جلالة الملكة مكسیما ونصائحھا، أعطت زخماً  للمضي قدما في مجال الشمول المالي وأضاف، في المؤتمر الصحفي، أنھا أعطت، باعتبارھا المبعوث الخاص للأمین العام للأمم المتحدة للتمویل الشامل من أجل التنمیة، "آراء غایة في الأھمیة، فیما یتعلق برقمنة النظام المالي الأردني ونظام الدفع، والاشتمال المالي، الذي یرتكز إلى الثقافة المالیة والمدفوعات الإلكترونیة".  وقال إن جلالتھا أشادت بالبنیة التحتیة المتطورة لبیئة الدفع الالكتروني والتي دعت إلى تعظیم الاستفادة منھا في مجال المدفوعا ت الحكومیة للأفراد ومدفوعات الأفراد للحكومة، التي تمتاز بالأمان في نقل الأموال والضبط والتنظیم ورفع الكفاءة الاقتصادیة.  وأشار إلى "أنه لا یوجد لدینا في الأردن وكلاء للدفع والقبض من الأفراد، حسبما لفتت جلالتھا، مؤكدا انه سیتم العمل على تفعیل نظام  وزیادة عدد الوكلاء العاملین على النظام JoMoPay الدفع عبر الھاتف النقال". وقال الدكتور فریز إن البنك المركزي سیعمل على تفعیل شركات التمویل الاصغر لتمكینھا من تقدیم خدمات متنوعة إلى جانب القروض لتشمل التأمین والحوالات المالیة. 

وحول موضوع الرقمنة، قال المحافظ إنه یتطلب من الحكومة ومن البنك المركزي، التعاون مع الأمم المتحدة والمؤسسات الدولیة والقطاع الخاص المحلي لطرح نموذج یستفید منه المواطن ومقدم الخدمة والوكیل، ویصبح الموضوع اقتصادیاً مالیاً ولیصل الناس للخدمات المالیة لیس فقط من خلال النقود بل أیضا لتعزیز التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة . وأكد إیمان البنك المركزي بالتواصل مع القطاع الخاص والحكومة لیصبح ھذا الموضوع صفة من صفات الاقتصاد الأردني.

وفي رد على سؤال، قالت جلالة الملكة ماكسیما، "الأردن قام بعمل مھم جداً في مجال خدمات الدفع الالكتروني مقارنة بدول عدیدة، لكن یجب أن نركز على العقبات التي تواجه التطبیق في الاردن وتعزیز الاستثمارات في مجال خدمات الدفع".  

وفیما یتعلق بالحساب الأساسي، قال المحافظ: علینا أن نكون حذرین لكن ھذا لن یمنعنا من تأخیر التحسین وتعمیق نظام الدفع عبر الھاتف النقال.

وأكد أن الحساب الأساسي، یساعد "لكن لا نرید أن یؤخر التقدم في مجال فتح الحسابات عبر الھاتف من خلال نظام الدفع عبر الھاتف النقال، لأنه أقل تكلفة وأسرع وأكثر كفاءة وراحة للمستخدمین"، منوھا الى أنه تم تطویر النظام بناء على طلب صندوق المعونة الوطنیة حتى تتم عملیة الدفع للمستفیدین من خلاله. 

وكانت الوزیرة قعوار قد استھلت المؤتمر الصحفي بالتأكید أن اجتماع جلالة الملكة مع رئیس الوزراء الدكتور عمر الرزاز كان مثمراً، حیث أولى "أھمیة بالغة لھذه الزیارة التاریخیة"، معربة قعوار عن شكرھا لجلالة الملكة على جھودھا المتواصلة والتطلع الدائم  للعمل عن قرب تحقیقاً للأھداف النبیلة التي تسعى لتحقیقھا من موقعھا الأممي وقالت إن الزیارة سلطت الضوء على الانجازات التي حققھا الاردن في العدید من المجالات المرتبطة بالشمول المالي من أجل تحقق التنمیة والخطوات التي یمكن تنفیذھا وكیفیة الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في ھذا المجال.