حماية الثروة الحيوانية و سبل العيش من تغيّر المناخ

نتقدم لك بتهانينا على فوز شركتكم بالجائزة الأوروبية للتمويل الأصغر لعام 2019 وهدفها "تعزيز القدرة على مواجهة تغيّر المناخ". فهل يمكن أن تخبرنا كيف يؤثر التغيّر المناخي على عملائكم في كينيا ؟

إن الزراعة في كينيا تعتمد اعتمادا كبيرا على الأمطار ، إلا أن تغيّر المناخ يؤثر على دورات الأمطار كما أن موجات الجفاف تحدث حاليا بشكل متكرر. ويوجد حوالي 75% من المزارعين الكينيين من مزارعي الكفاف أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يتأثرون بشدّة من أضرار الآثار الاقتصادية للكوارث الطبيعية الناجمة عن تغيّر المناخ. إن موجات الجفاف بشكل خاص كانت مدمرة ، حيث أنها تدفع المزارعين الذين هم في وضع أفضل إلى الدخول في دائرة الفقر، وتدفع من هم فقراء بالفعل إلى الدخول في دائرة الفقر المدقع أو العوز. أما رعاة الماشية كانوا يتعرضون إلى خطر فقدانهم للماشية عندما لا تتوافر الأعلاف بسبب الجفاف ، كما أن المزارعين يتعرضون لخطر فقدان المحاصيل الخاصة بهم. و نتيجة لذلك ، لا يزال معظم صغار المزارعين و الرعاة محاصرين في دائرة الفقر ، ويقوم الشباب بترك المناطق الريفية بحثا عن فرص للعمل في المدن.

 كيف تقوم شركة "إيه بي إيه للتأمين APA Insurance" بمساعدة عملائها على التعامل مع تغيّر المناخ و تعزيز قدرتهم على مواجهة ذلك ؟

لقد استجابت الشركة للمخاطر المناخية المتزايدة التي تواجه عملائنا من خلال مبادرتين رئيسيتين للتأمين هما: مبادرة تأمين الثروة الحيوانية القائم على المؤشر (IBLI) ، ومبادرة تأمين مؤشر عائد المناطق (AYII).

لقد تم إطلاق مبادرة (IBLI) في عام 2015 بالشراكة مع إدارة الثروة الحيوانية في الحكومة الكينية ، وذلك لتأمين الرعاة ضد تلف الأعلاف الذي قد يؤدي إلى الجفاف و وفيات الماشية. وتعتبر الثروة الحيوانية هي المصدر الرئيسي للدخل و الأصول في شمال كينيا. وقد أظهر الاستقصاء الأساسي لمشروعنا بأن مبيعات الماشية  المنتجات الحيوانية تشكّل 40% من دخل الأسرة. وقامت الشركة بين عامي 2015 و 2017 في إطار هذا البرنامج ؛ بتأمين ما يزيد عن 37,000 من الرعاة ، وكذلك قامت بسداد ما يقرب من 6 ملايين دولار من المطالبات. و قد ساعدت هذه المدفوعات الرعاة على القيام بشراء الأعلاف من أجل الإبقاء على حياة الماشية أو لنقلها إلى أماكن أفضل للرعي خلال موجات الجفاف ، وساعدتهم أيضا على شراء مواشي جديدة بعد حدوث الجفاف مباشرة ؛ مما يمكّنهم من مواصلة الحصول على أرزاقهم.

أما منتجنا الآخر للتأمين  المتعلق بالمناخ فهو برنامج تأمين مؤشر عائد المناطق (AYII) ، وهذا البرنامج تم بالشراكة مع وزارة الزراعة في الحكومة الكينية  برنامج الأغذية العالمي و مؤسسة  One Acre Fund وKenya Seeds Corporation و Equity Bank  وAcre Africa. ويهدف هذا المنتج إلى تخفيف المخاطر التي يواجهها مجتمع المزارعين من خلال دفع المطالبات للمزارعين عندما يقلّ متوسط العائد في منطقتهم عن مستوى يتم تحديده ، بغض النظر عن العائد الفعلي لمزرعة كل عميل. إن منتج AYII هو التأمين الزراعي الأكثر شمولا  الذي يحمي المزارعين من الأضرار التي تعيق نمو المحاصيل الزراعية بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات والصقيع وأضرار البَرَد وموجات الحرّ المفرطة  العواصف والآفات والأمراض التي لا يمكن السيطرة عليها وكذلك موجات الجفاف.

وقد قامت الشركة بين عامي 2016 و 2018 في إطار هذا البرنامج ؛ بتأمين أكثر من 545,000 مزارع ،  دفعت مطالبات تصل إلى حوالي مليون دولار. وتوفّر هذه المدفوعات الدعم المالي للمزارعين في حالة حدوث خسائر ناتجة عن الأزمات الزراعية الكبرى ، مما يقلل أو يلغي الحاجة إلى المساعدة الطارئة التي تقدمها الحكومة خلال فترات الكوارث الزراعية.

ما هي البيانات التي تحتاجون إلى جمعها لهذا النوع من التأمين ؟ ومن أين تحصلون على هذه البيانات ؟

بالنسبة لمنتج تأمين الثروة الحيوانية ؛ فإننا نستخدم بيانات الأقمار الصناعية – مؤشر التغيّر الطبيعي للنباتات الخضراء (NDVI) – وذلك من أجل توثيق مدى توافر الأعلاف عند تقييم المطالبات. وتقوم الأقمار الصناعية بالتقاط صور للظروف المحيطة بالأعلاف على الأرض كل عشرة أيام ،  ذلك لتقييم مدى شدة الجفاف و تحديد ما إذا كانت هناك ضرورة لعمل مدفوعات.

أما بالنسبة لتأمين مؤشر عائد المناطق (AYII) ، فإننا نحتاج بشكل عام إلى البيانات التاريخية للعائد لكل محصول نقوم بالتأمين عليه في منطقة معينة من وحدات التأمين (UAI).  تقوم الحكومة الكينية بتزويدنا بهذه البيانات التي يتم استخدامها كأساس للتسعير ، كما أننا نعمل مع شركاء آخرين يقومون بجمع البيانات الميدانية من أجل بناء قاعدة بيانات خاصة بنا لكي نستخدمها للتسعير في المستقبل.

 ما مدى صعوبة بيع تأمين المؤشر ؟ هل كان الإقبال عليه يمثل تحدّيا ، وإذا كان الأمر كذلك، كيف قمتم بالتغلب على هذا التحدّي ؟

إن بيع هذا النوع من التأمين يعتبر صعبا ، حيث يكون من الصعب على صغار المزارعين فهمه و الثقة به. وحقيقة الأمر، فإن الثقة هي أكبر عائق أمام هذه المنتجات. ومع ذلك، فمن الممكن لأسلوب التوزيع أن يحدث فرقا كبيرا. فقد ساعدتنا الشراكات في الوصول إلى مزيد من المزارعين حيث تم دمج التأمين مع خدمات ومنتجات موجودة. وبمجرد أن يدرك المزارعون أن هذه المنتجات تأتيهم من علاقات قائمة  أن المطالبات يتم سدادها بالفعل ؛ فإنهم سوف يقدّرون قيمة هذه الحلول.

وماذا عن نموذج الأعمال ؟ كيف تضمنون تحقيق الأرباح ؟ فإذا كان عليكم دفع مطالبات لجميع العملاء المزارعين بسبب ظروف تؤثر عليهم جميعا ؛ فكيف يتثنى لكم مواصلة الاستدامة ؟

إن شركتنا لديها دعم قوي لإعادة التأمين من أجل تشغيل هذه البرامج وتقوم منظمات متعددة لإعادة التأمين بهذا الدعم. كما تقوم الحكومة الكينية بتقديم معونات مالية بشكل جزئي لكلتا المبادرتين مما يجعلهما في متناول المزارعين و الرعاة. ومع ذلك ، ومع زيادة العملاء، يوجد لدينا يقين بأن المعونات المالية لن تكون ضرورية في المستقبل.

كما أنه مع زيادة شراء المزارعين والرعاة لهذه المنتجات، سوف نحصل على بيانات أفضل وسوف نكون قادرين على توسيع نطاقنا وتخفيض التكاليف. إن كلا المنتجين قد حصلا على تجاوب كبير من العملاء حتى الآن ، وبشكل خاص لأن المنتجين يقومان بدفع مطالبات قيّمة. إلا  أن منتج  IBLI  قد تعرض للمزيد من الخسائر ، مما دفعنا لإجراء مناقشات مع أصحاب المصلحة المعنيين من أجل إيجاد طرق لجعله أكثر استدامة باستخدام هياكل دعم أخرى على امتداد سلسلة القيمة الخاصة بالثروة الحيوانية.

ما هي خطتكم لاستخدام القيمة المالية للجائزة ؟

سوف يتم استخدام جزء من أموال الجائزة في بناء سدود رملية في المجتمعات التي نعمل بها ، وذلك من أجل تعزيز القدرة على مواجهة تغيّر المناخ.  يتم بناء هذه السدود عبر مجاري الأنهار باستخدام المواد المتاحة محليا لإنشاء خزان يوفّر المياه للمجتمعات التي تعيش في الأراضي القاحلة وشبه القاحلة في كينيا. كما أننا سوف نستخدم باقي أموال الجائزة للتثقيف وزيادة الوعي حول حلول التأمين الخاصة بالتصدّي لتغيّر المناخ.