لماذا نقوم بخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة؟
قامت مؤسسة الإسكان التعاونية - فيتاس العراق في عام 2014 بطرح برنامج قرض "ذوي الاحتياجات الخاصة" الذي تم توفيره للأشخاص ذوي الإعاقة وبشكل خاص للشباب. وتتراوح مبالغ القرض من 100 دولار إلى 3,000 دولار. وتقدّر محفظتنا حاليا بحوالي 200,000 دولار وتتضمن ما يقرب من 300 عميل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
لماذا كانت هناك حاجة إلى منتج من أجل الوصول إلى هذه الشريحة ؟
لقد أدركنا وجود تصوّرات خاطئة سلبية كبيرة حول الوصمات المستمرة المرتبطة بالأشخاص ذوي الإعاقة. فالأشخاص المكفوفون أو الصمّ أو المشلولين جزئيا أو الذين لديهم أطراف مفقودة أو لديهم احتياجات خاصة أخرى؛ هم أشخاص يتم استبعاد أغلبهم من المجتمع. وقد أخفقت الحكومات المتعاقبة في معالجة هذه المشكلة وظلت هذه الوصمة مستمرة. إننا نؤمن بأن الأشخاص ذوي الإعاقة لديهم إمكانات هائلة لكي يكونوا مساهمين منتجين في مجتمعاتهم ، إلا أنهم لا يحصلون على الأدوات التي تمكّنهم من القيام بذلك. وعلاوة على ذلك، فإن الكوارث الطبيعية و الصراعات من شأنها زيادة أعداد الأفراد ذوي الإعاقة بصورة أكبر؛ مما بجعل هذه المشكلة أكثر حدّة. ومع ذلك، وعن طريق إتباع نهج مصمم خصيصا لتقديم الدعم، فإننا نؤمن بأن العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة بمقدورهم الوصول إلى كامل إمكاناتهم وأن يصبحوا مشاركين بشكل نشط وقوي على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي.
الشباب من ذوي الإعاقة
على عكس الاعتقاد الشائع بأن الأشخاص ذوي الإعاقة لا يمكنهم أن يكونوا عملاء جيدين بسبب افتراض عجزهم عن العمل؛ فقد أثبتت تجربتنا أنهم عملاء جيدون.
لقد وصل عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في العراق إلى حوالي مليوني شخص، وذلك وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية خلال سنوات الحرب والكوارث المتنوعة التي أعقبت ذلك. ويوجد عدد كبير من هؤلاء من فئة الشباب. وقد كان من المهم بالنسبة لنا أن ندرك بأن الشباب العراقي من ذوي الإعاقة؛ هم بمثابة فرصة لنا ولا يمثلون مشكلة. وعلى عكس الاعتقاد الشائع بأن الأشخاص ذوي الإعاقة لا يمكنهم أن يكونوا عملاء جيدين بسبب افتراض عجزهم عن العمل؛ فقد أثبتت تجربتنا أنهم عملاء جيدون.
ما هو الأثر المترتب على ذلك ؟
إن البيئة السياسية الحالية بالعراق تترك الأشخاص ذوي الإعاقة مهملين تماما من قبل الحكومة. فإننا منذ أن طرحنا منتجنا قبل عامين ، نفخر أن بأن نعلن أن النتائج كانت مشجّعة للغاية. و كانت هناك زيادة إيجابية في رأس المال الاجتماعي بشكل عام ، مثل تحسين احترام الذات للأشخاص ذوي الإعاقة و الشعور بالفخر فيما بين الأعضاء الذين يقومون بدعمهم. و الأهم من ذلك ، فقد تمكنّا من العمل نحو تغيير التصوّرات/المفاهيم الاجتماعية.
آفاق التوسع
إن رؤية مؤسسة الإسكان التعاونية - فيتاس العراق نحو زيادة الشمول المالي للأشخاص ذوي الإعاقة ؛ تتمثل في زيادة انتشار "قرض ذوي الاحتياجات الخاصة" عن طريق تطبيق إجراءات وأدوات محسّنة، وتدريب الموظفين من أجل زيادة الوعي، والاستمرار في تنظيم ورعاية المبادرات التي تهدف إلى دعم هؤلاء الأعضاء المهمّين في مجتمعنا. إننا نرغب في إقامة شراكات إستراتيجية مع مختلف المؤسسات الحكومية مثل وزارة الشؤون الاجتماعية والمجتمع المدني والجمعيات المحلية، وذلك من أجل الوصول إلى أعداد أكبر من الأشخاص ذوي الإعاقة ، وتمكينهم من توليد الدخل الخاص بهم و تحسين مستوى معيشتهم.
يوجد أثر اجتماعي مزدوج يتمثل في تغيير الصور النمطية السلبية وإتاحة الفرصة لإمكانات الأشخاص ذوي الإعاقة لكي يعيشوا حياة كاملة ومنتجة. ونظرا لتجربتنا التي قمنا بها في العراق، فإننا نشعر بأن هناك فرصة لتقديم منتجات مشابهة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. وتحقيقا لهذه الغاية، فقد قمنا أيضا بتجديد اهتمامنا بتقديم فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة في المؤسسات التابعة لنا. إن التغيير في السلوك والتفكير يتطلب بعض الوقت، إلا أنه من المهم جدا تحقيق رسالتنا وهي ضرورة حصول جميع الناس على الأدوات المالية التي يحتاجونها من أجل تحسين حياتهم وأن يصبحوا مشاركين بشكل كامل اجتماعيا واقتصاديا داخل مجتمعاتهم.