كيف تؤثر جائحة كوفيد-19 على قطاع التمويل الأصغر في العالم العربي؟
نص الحلقة:
0:00 أهلاً بكم في الحلقة الأولى من بودكاست "الشمول المالي في العالم العربي" لبوابة FinDev. معكم ادي سمعان، محرر بوابة FinDev العربية، وهي منصة تبادل معرفي مستقلة للشمول المالي، تابعة للمجموعة الإستشارية لمساعدة الفقراء "سيجاب".
في سلسلة البودكاست هذه، نقدم لكم حوارات مع خبراء ومبتكرين في مجال الشمول المالي والتمويل الأصغر في العالم العربي، حيث نسلط الضوء على أهم التطورات وندرس القوى العالمية والإقليمية التي تحرك القطاع.
نفتتح البودكاست اليوم مع اخصائية كبيرة في القطاع المالي هي ممثلة المجموعة الاستشارية لمساعدة الفقراء في العالم العربي ندين شحاده.
ابقوا معنا لمتابعة الحوار المهم والممتع مع ندين. وإذا كان لديكم أية أسئلة أو إقتراحات أو تعليقات أو آراء أو فعاليات فندعوكم لإرسالها لنا عبر arabic@findevgateway.org وسنسعى لمشاركتها هنا مع الجميع.
1:09 والآن جولة سريعة على آخر أخبار الشمول المالي في العالم العربي...
في مصر، أطلقت الهيئة العامة للرقابة المالية مبادرتها "للشمول المالي الرقمي لعام 2021" استكمالاً للجهود المبذولة لرفع معدلات الشمول المالي، وتفعيل منظومة الدفع غير النقدي، خصوصاً في المشروعات المتناهية الصغر.
منح البنك المركزي السعودي ترخيصًا لمنصة تمام للتمويل الأصغر التي أطلقتها مجموعة زين الكويتية العام الماضي، وستتيح المنصة للمستخدمين في جميع أنحاء المملكة الحصول على قروض في غضون دقائق.
في الأردن، أظهر استطلاع نفذته شركة «إبسوس» حول رضا مستخدمي المحافظ الإلكترونية أن 91 في المئة من المستخدمين راضون عن تجربتهم، في ظل الاعتماد المتزايد على قنوات الدفع الإلكترونية بعد انتشار جائحة كورونا.
2:07 وأخيراً إلى الحوار مع ضيفة الحلقة...
نتشرف باستضافة ندين شحاده، وهي اخصائية من الصف الأول في القطاع المالي في العالم العربي، حيث تتعاون مع شركاء مختلفين مثل المنظمين وصانعي السياسات والمانحين والمستثمرين والجمعيات الإقليمية والشركات. تركز نادين حالياً على التكنولوجيا المالية والخدمات الرقمية، وفي رصيدها 10 سنوات من الخبرة في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية والإستشارات الإدارية وتصنيف التمويل الأصغر.
ادي: - مرحبا ندين.
ندين: - أهلا وسهلا بك يا ادي.
ادي: - طبعاً شكراً لك ولحضورك معنا. نبدأ معك بخبر الساعة والشهر والسنة عن جائحة كورونا. ما هو تأثير هذه الجائحة على قطاع التمويل الأصغر في العالم وفي المنطقة (العربية)؟
ندين: - أنت على حق إدي، لا أعتقد يمكننا التكلم عن سنة 2020 بدون التكلم عن وباء كورونا. أولا، أريد القول أن هذا الوباء أثر عليك وعلي ولكنه أيضاً أثر على عملاء قطاع التمويل الأصغر. أثر على أشغالهم التي توقفت وعلى إيراداتهم — أكانت من أشغالهم أو من عائلاتهم — التي انخفضت. نتكلم هنا عن إنخفاض بنسبة 50 بالمئة، ما هو أقل مما رأيناه خلال وباء آخر منذ فترة هو وباء ايبولا، لكن الفرق أن وباء كورونا منتشر أكثر جغرافياً، مما سيؤدي مثل إيبولا على صعوبة في التسديد، خصوصاً للعملاء المقترضين. فالبحوث التي أجريت حتى الساعة، وكان هناك العديد منها في بلدان عدة، عن أوضاع العملاء، كشفت لنا أن تقريباً ثلث الأسر اليوم التي تتعامل مع مؤسسات التمويل الأصغر لا تستطيع تغطية (أو توفير) حاجاتها الأساسية، حتى أن 42 في المئة من الأسر اضطرت إلى تخفيف استهلاكهم، ويخاف افرادها الا يعد بإمكانهم تأمين الطعام. نحن كنا سنتغلب على الجوع في العالم، وهذا واحد من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة،
ادي: - صحيح.
ندين: - لكن وباء كورونا يرجعنا عشرات السنين إلى الوراء للأسف.
ادي: - طبعاً الوضع صعب جداً بالنسبة إلى العائلات والأسر والأشخاص والأفراد، لكن ماذا يمكننا القول عن مؤسسات التمويل الأصغر في هذا المجال.
ندين: - نحن عند بداية الوباء خفنا كثيراً على مؤسسات التمويل الأصغر، التي نحن كسيجاب خلقنا معها تقريباً، وخفنا أن يؤثر الوباء على السيولة لديها ويؤدي إلى تسكير عدد كبير من المؤسسات. لذلك، من أولى الأشغال التي قمنا بها في شهر مارس/آذار من السنة الماضية هو بدء استبيان على الصعيد العالمي إسمه "استبيان النبض العالمي" (Pulse Survey) لكي نفهم قليلاً كيف تتعامل مؤسسات التمويل الأصغر مع الوباء. ووجدنا حتى الساعة ثلاث نتائج: الأولى أن الإغلاق العام ومنع التجول الذي رأيناه في بلدان عدة، وكنا نخاف أن يؤدي إلى كوارث إقتصادية، ترك على هذا القطاع أثراً خفيفاً، أخف من ما رأيناه في قطاعات أخرى. فعلى سبيل المثال، فقط 16 في المئة من فروع التمويل الأصغر اضطرت إلى الإغلاق. والنتيجة الثانية أن خطر السيولة الذي كنا نخشاه لم يتحقق، ولكنه لم يتحقق حتى الآن. والسبب أن صرف القروض انخفض بنسبة 50 بالمئة بالنسبة إلى عدد كبير من المؤسسات، وهذا حتى الآن لم يتحقق كخطر. والنتيجة الثالثة أن مؤسسات التمويل الأصغر المقترضة، إما بشكل إجباري أو بشكل خياري، علقت التسديد للعملاء أو قامت بإعادة جدولة للقروض.
ادي: - نعم، إذاً هل يمكننا الإعتبار أن مؤسسات التمويل الأصغر من الممكن أن تتوقع خسائر في سنة 2021 القادمة؟
ندين: - 100 في المئة. نحن نتوقع أن يكون لدينا في سنة 2021 خسائر لدى المؤسسات التي لديها قروض في السوق على محفظاتها بنسبة 15 بالمئة بشكل متوسط، ولكن طبعاً المستقبل وحده سيعلمنا، خصوصاً أن الوباء لم ينته. هناك أمل لكنه لم ينته بعد.
ادي: - أوكي ندين، أود أن أسألك أيضاً عن ردة فعل الحكومات في العالم العربي على جائحة فيروس كورونا.
ندين: - ما رأيناه كثيراً في المنطقة من قبل الهيئات الرقابية، في القطاع المالي خصوصاً، يتعلق بالبنوك أولاً. مثلاً، تعتبر البنوك من النشاطات الأساسية التي لم يطبق عليها الإغلاق، والذي رأيناه أكان في القطاع المصرفي أو في قطاع التمويل الأصغر هو تدابير للتعليق عن التسديد للعملاء. لكن الفرق بين القطاعين أنه في قطاع التمويل الأصغر لم يقدم العديد من البلدان سيولة لمؤسسات التمويل الأصغر لتساعدها على إعادة جدولة المحفظات لديها. والأسوء أن بعض البلدان التي فيها هيئات رقابية عدة أخذت تدابير ولكن بشكل غير منسق، ما أدى إلى إرتباك العملاء الذين يتعاملون مع مؤسسة مالية من دون معرفة الجهة المراقبة أو التدابير المطبقة عليها، وفي حال دخلنا مرحلة جديدة من هذا الوباء — وكنا نأمل ألا يكون هذا الحال — من المهم جداً أن يكون هناك تنسيق بين الهيئات الرقابية والهيئات الحكومية بشكل عام.
ادي: - نحن نعرف أن جائحة كورونا أثرت على النساء أكثر من الرجال، فماذا يمكننا القول عن حالة النساء في العالم العربي اليوم؟
ندين: - وصول النساء في المنطقة إلى الخدمات المالية هو من أقل المستويات في العالم. على صعيد العالم عادةً بشكل متوسط، الفرق بين النساء والرجال يكون 9 نقاط مئوية في ما يخص الوصول إلى الخدمات المالية وخصوصاً الوصول إلى حساب. في المنطقة لدينا، نتكلم عن 20 نقطة مئوية. يعني إذا نظرنا إلى النساء، 35 في المئة منهن لديهن حساب في المصرف أو في البريد أو حتى مع شركة تقدم محفظة إلكترونية عبر الهاتف النقال. وإذا نظرنا إلى الرجال، نتكلم عن 52 في المئة. وإذا نظرنا أيضاً إلى الإقتراض، تقريباً الأمر نفسه، حيث أن النساء يقترضن تقريباً نصف ما يقترضه الرجال.
ادي: - ونعرف أيضاً، ندين، أن النساء لديهن حقوق أقل. هل هذا صحيح؟
ندين: - مئة في المئة. أنت على حق، ادي. الزملاء في البنك الدولي يصدرون تقرير سنوي تحت عنوان "المرأة وأنشطة الأعمال والقانون" (Women, Business, and the Law) يقيس الفروقات القانونية بين النساء والرجال عبر مؤشرات عدة، ضمنها الحق بالتجول والعمل والراتب والزواج وطبعاً أنشطة الأعمال وأيضاً الممتلكات والتقاعد. ما يظهره التقرير هو أن المنطقة العربية هي اليوم في المرتبة الأخيرة في العالم. والأسوأ أن استبيان آخر للشباب في العالم العربي يكشف أن ثلثي النساء يعتقدن أن لديهن حقوق متساوية مع الرجال، فما زال لدينا الكثير للقيام به على هذا الصعيد في المنطقة.
ادي: - نعم، نتكلم طبعاً عن إحصاءات وأرقام هي ربما صادمة للبعض ولكنها واقع مرير نراه اليوم، وطبعاً مع جائحة كورونا تتراكم المصائب. لكن أريد أن أسألك، ندين، وهذا سؤالي الأخير، هل هناك بصيص أمل في نهاية النفق (المظلم)؟ هل يمكننا أن نكون متفائلين؟
ندين: - كما يقال، الأزمات تكون دائماً فرصة لإعادة الإعمار بشكل أفضل. أنا متفائلة لأن ما نراه على صعيد المنطقة هو أن الشبان والشابات هم الذين يطالبون بالإصلاحات والشفافية. وطبعاً يستخدمون أيضاً التكنولوجيا بشكل كبير وبشكل أكبر مقارنةً مع أقرانهم على الصعيد العالمي.
ادي: - شكراً، ندين.
11:22 الختام
ترقبوا في الحلقة الثانية والثالثة تكملة للحديث مع ندين ولكن في حوار ثلاثي مع الرائع محمد خالد، رئيس الخدمات الاستشارية للتمويل الأصغر في الشرق الأوسط وإفريقيا لدى مؤسسة التمويل الدولية، للغوص في التحديات التي تواجه البلدان العربية والفرص التي يعطيها الإنتقال إلى الرقمنة.
نشكركم على البقاء معنا، و-Happy New Year و-Bonne Année، نتمنى لكم سنة جديدة سعيدة مليئة بالمفاجآت السارة. للمزيد من المعلومات، الرجاء زيارة موقعنا الرسمي findevgateway.org/ar، أو متابعة حساباتنا على مواقع التواصل الإجتماعي تويتر @ArabicFinDev وفايسبوك "بوابة الشمول المالي للتنمية"، وإلى اللقاء في الحلقة المقبلة.
12:14 [النهاية]
______________________________________
الوباء أثر على عملاء قطاع التمويل الأصغر. أثر على أشغالهم التي توقفت وعلى إيراداتهم — أكانت من أشغالهم أو من عائلاتهم — التي انخفضت ، مما سيؤدي الى صعوبة في التسديد، خصوصاً للعملاء المقترضين، كما ان تقريباً ثلث الأسر اليوم التي تتعامل مع مؤسسات التمويل الأصغر لا تستطيع تغطية (أو توفير) حاجاتها الأساسية، بالاضافة الى أن صرف القروض انخفض بنسبة 50 بالمئة بالنسبة إلى عدد كبير من المؤسسات،واخيرا مؤسسات التمويل الأصغر المقترضة، إما بشكل إجباري أو بشكل خياري، علقت التسديد للعملاء أو قامت بإعادة جدولة للقروض مما ادى الى اغلاق البعض منها
حوار أكثر من رائع
أتطلع لسماع باقي البودكاست
واستئذنكم لنشر البودكاستس على جروب "ملتقي العاملين بالتمويل الأصغر"
وهو جروب به أكثر من ٦٠٠٠ عضو من العاملين بالتمويل الأصغر في مصر والوطن العربي ليستفيدوا
مع الاشارة بالطبع للمصدر
طبعاً يمكنك مشاركة هذه الصفحة مع جميع الجروبات المناسبة: https://www.findevgateway.org/ar/2021/01/kyf-twthr-jayht-kwfyd-19-ly-qt… وشكراً على التعليق والإستماع إلى الحديث!
اترك تعليق